من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه
Mailchimptemplate · الرياضة ·

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب…

Original source ↗

تتجه الأنظار إلى المغرب كوجهة متزايدة الأهمية في مجال الألعاب الإلكترونية، حيث أصبح هذا القطاع يشهد نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بشغف الشباب وإبداعاتهم. وقد ساهمت إنجازات بعض اللاعبين المغاربة في تعزيز هذه الصورة، مثل أنس موسى الذي وصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية، وابتسام فرحان التي أحرزت المركز الأول في بطولة البحر المتوسط. هذا النجاح يعكس التحول من مجرد هواية إلى احتراف، مما يفتح آفاقاً جديدة لمستقبل الرياضات الإلكترونية في البلاد.

تعتبر وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب من المؤسسات الرائدة التي تعزز هذا الاتجاه، حيث بدأت بوضع استراتيجيات تنظيمية تهدف إلى تطوير هذا القطاع. نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية، أشارت إلى أن الشغف بالألعاب ليس ظاهرة مؤقتة، بل تعبير عن جيل يسعى لبناء هوية رقمية خاصة به، مما يستدعي توفير فرص عمل وتدريب للمواهب الناشئة. هذا التوجه يعكس رؤية الحكومة في الاستفادة من هذا القطاع لجذب الاستثمارات وتنمية البنية التحتية.

مشاريع حكومية لدعم القطاع

في إطار دعم هذا القطاع، أطلقت الحكومة المغربية مشروع "مدينة الألعاب الإلكترونية" في الرباط، بالشراكة مع فرنسا. يهدف هذا المشروع إلى خلق بيئة متكاملة لدعم صناعة الألعاب وتطويرها من خلال توفير استوديوهات تطوير، ومساحات عمل، وورش عمل للمصممين والمبرمجين. تسعى الحكومة إلى خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، مما قد يساهم في وضع المغرب على الخريطة العالمية في صناعة الألعاب.

كما أن الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية تعمل على تعزيز الجانب التنافسي من خلال تنظيم البطولات المحلية والدولية. حسناء الزومي، القائدة في هذا المجال، أكدت على الزيادة الكبيرة في عدد اللاعبين والمشاركين في البطولات، مما يعكس الاهتمام المتزايد من الجمهور. هذه الفعاليات لا تساعد فقط في تطوير مهارات اللاعبين، بل تدعم أيضاً خلق مجتمع متفاعل حول الرياضات الإلكترونية.

مشاركة الفتيات في الألعاب

تسجل الفتيات حضوراً لافتاً في هذا المجال، حيث تسعى العديد منهن لإبراز إمكاناتهن في الألعاب الإلكترونية. ابتسام فرحان تعتبر أن فوزها في بطولة البحر المتوسط هو بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات، كما أنها تعمل على تغيير الصورة النمطية للمرأة في هذا المجال. فالألعاب الإلكترونية تتيح للفتيات فرصة التنافس وإظهار قدراتهن، مما يساهم في تعزيز مشاركتهن في المجتمع الرقمي.

إلى جانب ذلك، هناك أيضاً اهتمام متزايد من الفتيات بمجالات البرمجة والتصميم، مثل سلمى محضر التي تسعى لصنع ألعاب تعكس الثقافة المغربية. هذا الاهتمام يعكس رغبة الشباب في تحويل شغفهم إلى مهنة، ويعزز من فرص الابتكار والإبداع في هذا القطاع. إن استخدام الثقافة المحلية في تطوير الألعاب قد يفتح آفاقاً جديدة لتحقيق نجاحات عالمية.

تقدر قيمة سوق الألعاب في المغرب بحوالي 2.24 مليار درهم، مع توقعات لمضاعفتها بحلول عام 2023. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه هذا القطاع، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية للإنترنت في المناطق الريفية. الإعلامي الطيب جبوج أشار إلى ضرورة تعزيز هذه البنية وتحسين التدريب للمواهب الشابة، مما يساهم في تحقيق نتائج أفضل في المستقبل.

في الختام، يبدو أن المغرب على أبواب تحول كبير في مجال الألعاب الإلكترونية، مع وجود إرادة حكومية وشغف شعبي يدفعان نحو تحقيق إنجازات ملموسة. قد تكون هذه المرحلة بداية جديدة لمستقبل مشرق للرياضات الإلكترونية في البلاد، مما يستدعي مشاركة الجميع في دعم هذا الاتجاه المتنامي.